لذا قد يبدوا بأن الجميع عالقين في شبكة اتصال كبيرة، غير أن الأبحاث أظهرت بأن الجيل الأكثر ارتباطًا في التاريخ بالأنترنيت هو في الواقع الجيل الأكثر شعورا بالوحدة، في كل العصور.
وعَزَتِ الدراسة إلى أن السبب وراء البقاء وقتا أطول على الأنترنيت هو الشعور بالوحدة. فقد أكدت بعض الأبحاث إلى أن ما نسبته 29٪ من خطر الإصابة بأمراض القلب تسببه الوحدة. كما أن العلاقات الاجتماعية المتذبذبة تزيد من مخاطر المشاكل الصحية، بسبب الإجهاد الذي يصاب به الجسم.
وبسبب الشعور بالوحدة يمكن أن نعرض حياتنا للخطر، بسبب إحساسنا بأننا لا نعني للآخرين أي شيء، ووجودنا كعدمنا، فيقل اهتمامنا بأنفسنا. وفي الحالات الشديدة، تتفاقم مشاعر العجز واليأس وعدم القيمة بسبب العزلة وزيادة مخاطر الانتحار.
وقد كشفت دراسات أخرى بأن الشعور بالوحدة يمكن أن يعمل على تثبيط جهاز المناعة في أجسادنا، فنصبح أكثر عرضة للإصابة بالعدوى. كما يمكن لها أن تدمر دورات النوم لدينا، فيضيف المزيد من المشاكل الصحية لدينا.
لذا فإن وسائل التواصل الإجتماعي تعزز الثقة لدى الكثيرين، والشعور بالأمان، -حتى لو كان زائفا- فهي مَهْرَب من الوحدة، فقد ترى الكثيرين جالسين وحدهم على الرصيف أو في الحديقة أو في منازلهم، لكن تجدهم غارقين في دوامة من الضحك الهستيري!.